الرئيسية / أخبار الكليّات / كليّة الشريعة / برعاية قاضي القضاةانطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الثالث عشر لكلية الشريعة في جامعة جرش“ الذكاء الاصطناعي والشريعة الإسلامية”

برعاية قاضي القضاةانطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الثالث عشر لكلية الشريعة في جامعة جرش“ الذكاء الاصطناعي والشريعة الإسلامية”

انطلقت اليوم في جامعة جرش فعاليات المؤتمر العلمي الثالث عشر لكلية الشريعة بعنوان”الذكاء الاصطناعي والشريعة الإسلامية، آفاق جديدة، وتحديات معاصرة ” والذي رعاه قاضي القضاة سماحة الشيخ عبد الحافظ نهار الربطة بمشاركة علماء وباحثين من السعودية، تونس، فلسطين، الباكستان، تايلاند، اميركا، بالإضافة إلى الأردن. والذي يعقد خلال الفترة من 20 إلى 22 مايو 2025م.

وحضر حفل الافتتاح رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد الخلايلة، ورئيس مجلس الأمناء الأستاذ الدكتور عماد ربيع، ورئيس هيئة المديرين السيد محمد الحوامدة وأعضاء الهيئة، ونائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية الأستاذ الدكتور أحمد الحوامدة، وبعض من مديري الدوائر الإدارية في محافظة جرش وعدد من القضاة الشرعيين، والمهتمين والمعنيين من المجتمع المحلي، وأسرة الجامعة.

وعبّر الربطة في كلمته خلال حفل الافتتاح عن سروره بالمشاركة في هذا المؤتمر العلمي المتميز، الذي يجمع نخبة من العلماء والمفكرين في وقت يشهد فيه العالم تطورًا رقميًا متسارعًا يثير تساؤلات كبيرة حول مستقبل القيم والمعرفة، وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل بات واقعًا يؤثر في كل مجالات الحياة، مما يفرض على الأمة الإسلامية دورًا فاعلًا في توجيه هذا التحول وفق مبادئ الشريعة الإسلامية، مؤكدًا على أهمية أن نكون مشاركين لا متفرجين، وأن نؤصل ونعيد تقويم الذكاء الاصطناعي مسترشدين بمقاصد الشريعة وقيمها، لتحقيق العدل وحماية الإنسان، منوهًا إلى المنهج المتوازن للمؤتمر، الذي يجمع بين أصالة الفقه ومتطلبات العصر، ويدعو لبناء جسور بين العلماء والتقنيين لصياغة أدوات ذكية منضبطة شرعيًا وأخلاقيًا، وأبدى إعجابه بعمق البحوث المعروضة ووعيها، واختتم الشيخ كلمته بالتأكيد على أن هذه المؤتمرات ليست نهاية، بل بداية لحراك علمي ومؤسسي يجب أن يتحول إلى خطط، ومراكز بحث، ومنصات ذكية موثوقة تسهم في توجيه الإنسانية نحو الخير والعدالة.

من جانبه قال الخلايلة إن اختيار هذا العنوان لم يأتِ من فراغ، بل يعكس وعيًا متقدمًا بضرورة مواكبة المتغيرات التقنية المتسارعة، التي باتت تمسُّ مختلف مناحي الحياة، ومنها ما يرتبط ارتباطًا مباشرًا بفقه الواقع، وبمقاصد الشريعة الإسلامية، وبأخلاقيات التعامل مع أدوات العصر، مضيفًا أن هذا المؤتمر يشكّل منبرًا علميًا راقيًا لتبادل الرؤى، ومجالًا خصبًا لإطلاق حوار حضاري راشد بين الأصالة والمعاصرة، وبين القيم الشرعية والتقنيات الحديثة. ودعوة لتفعيل الاجتهاد المؤسسي في فهم هذه الظواهر المعاصرة، بما يسهم في ترسيخ مكانة الشريعة الإسلامية في مواجهة التحديات، وقيادة التحولات العلمية والرقمية بروح من الحكمة والمسؤولية.

وأشار عميد كلية الشريعة رئيس المؤتمر الدكتور عبدالله الوردات في كلمته، إلى أهمية البحث العلمي في الشريعة الإسلامية، الذي يجب أن يتسم بالجدية والإخلاص والابتكار. وأكد أن تجويد البحث العلمي وتحقيق الريادة فيه يعدان واجبًا شرعيًا وأخلاقيًا. مشددًا إلى الحاجة المستمرة للدراسات العلمية المعاصرة في علوم الشريعة، موضحًا كيف قدم علماء الشريعة عبر العصور حلولًا علمية لمشكلات عصرهم، حتى أنهم استشرفوا المستقبل، ونوه وردات إلى أهمية ربط البحث العلمي بالحياة المعاصرة لمواكبة التطورات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح جزءًا أساسيًا في الحياة اليومية. مبينًا أن الإسلام لا يقف ضد هذه التطورات، بل يمكن توظيفها في العلوم الشرعية مع تحديد حكمها الشرعي ومقاصدها.

ووجه الدكتور إسماعيل شندي من جامعة القدس المفتوحة في فلسطين في كلمته نيابة عن المشاركين الشكر للمملكة الأردنية الهاشمية على كرم الضيافة، ولجامعة جرش ولجان المؤتمر على جهودهم في تنظيم هذا الحدث العلمي، لافتًا إلى أهمية الذكاء الاصطناعي كأحد أبرز سمات العصر الحديث، وما يفرضه من تحديات ومسؤوليات على العلماء والباحثين في العلوم الشرعية لدراسته، وفهم تقنياته، وبيان أحكامه الشرعية، واستثمار فوائده، مع الحذر من سلبياته، مشيرًا إلى أن المشاركين قدموا أبحاثًا علمية يأمل أن تسهم في إثراء محاور المؤتمر، داعيًا إلى مواصلة عقد المؤتمرات وورش العمل، ورفع كفاءة الأكاديميين في هذا المجال. وختم بالدعاء للأمة بالأمن والطمأنينة، والسلام.

وفي نهاية حفل الافتتاح الذي تولى تقديمه الدكتور عناد الغنانييم سلم رئيس الجامعة درع جامعة جرش لراعي الحفل تكريمًا له لرعايته هذا المؤتمر، ودرع أخر للسيد عبدالقادر شموط لتقديمه دعم مادي لانجاح فعاليات المؤتمر.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر يشهد مشاركة واسعة من باحثين وأكاديميين من مختلف الجامعات الأردنية والعربية والدولية، حيث سيتم تقديم أوراق بحثية تتناول مواضيع متعددة مثل التطبيقات الشرعية للذكاء الاصطناعي، التحديات القانونية والأخلاقية، وأثر هذه التكنولوجيا على المجتمع الإسلامي.