اختُتمت في جامعة جرش فعاليات المؤتمر العلمي الثالث عشر لكلية الشريعة تحت عنوان: “الذكاء الاصطناعي والشريعة الإسلامية، آفاق جديدة، وتحديات معاصرة”، والذي انعقد يومي 20-21 أيار (مايو) 2025م، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين والمتخصصين في مجالات الشريعة الإسلامية والذكاء الاصطناعي.
وناقش المشاركون في المؤتمر مجموعة من الأوراق العلمية التي تناولت العلاقة المتنامية بين التكنولوجيا الحديثة وأحكام الشريعة، مؤكدين في نتائجهم أن الذكاء الاصطناعي أصبح واقعاً لا يمكن تجاهله، وأن الأصل في استخدامه الإباحة، شريطة الالتزام بالضوابط الشرعية، وأن يُسهم في تحقيق المصالح ودرء المفاسد، مع احترام الخصوصية والحريات، والتزام الأمانة والشفافية في الاستعمال.
ومن أبرز التوصيات الصادرة عن المؤتمر تعزيز البحث العلمي الشرعي في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال دعم الدراسات التي تربط بين الشريعة والتقنيات الحديثة، في ضوء مقاصد الشريعة، ووضع إطار شرعي وأخلاقي لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجالات الشرعية، بما يحفظ القيم ويمنع الانزلاق الأخلاقي، وإطلاق مبادرات وطنية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الدينية والقضائية، لتحسين جودة الإفتاء والقرارات الشرعية، كما دعا المشاركون إلى تفعيل استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم الشرعي، وتطوير أدوات تعليمية مثل “المعلم الذكي” للارتقاء بتعليم القرآن والعلوم الإسلامية، ودراسة الآثار السلبية المحتملة للذكاء الاصطناعي، مثل التأثير على الخصوصية، والتلاعب بالمحتوى، واستخدامه في مجالات حساسة كـ”الفتاوى الآلية” و”الروبوتات القاتلة”، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الفقه المالي الإسلامي، من خلال دمج التقنيات الحديثة مثل البلوك تشين في معاملات الزكاة والميراث والتمويل الإسلامي، وإنشاء برامج أكاديمية مشتركة تجمع بين العلوم الشرعية والتقنية لإعداد كوادر قادرة على التعامل مع الذكاء الاصطناعي بمنظور شرعي راسخ، ومن ضمن التوصيات كذلك تأسيس مرصد علمي شرعي لرصد ومتابعة التطبيقات الحديثة في الذكاء الاصطناعي وتقويمها شرعيًا وقانونيًا، وتشجيع الحوار العلمي بين علماء الشريعة وخبراء التقنية لتعزيز الفهم المشترك حول التحديات والفرص المستقبلية، ورفع كفاءة الأكاديميين في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تنظيم مؤتمرات وورش عمل متخصصة، ودعوة وزارات الأوقاف والمؤسسات القضائية إلى رفع وعي العاملين لديها ببرامج الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في خدمة الدعوة والقضاء..
ويأمل منظمو المؤتمر أن تُسهم هذه التوصيات في بناء مسار تكاملي بين العلوم الشرعية والتقنيات الحديثة، بما يعزز من دور الشريعة الإسلامية في مواكبة التغيرات المتسارعة ويخدم الإنسان والمجتمع وفق القيم والمبادئ الإسلامية الأصيلة.
وفي نهاية جلسة التوصيات سلم رئيس الجآمعة الأستاذ الدكتور محمد الخلايلة بحضور عميد كلية الشريعة رئيس المؤتمر الدكتور عبدالله وردات الشهادات التقديرية على المشاركين واللجان التحضيرية.
















