الرئيسية / صحافة / مقالات / من وراء نشر كورونا؟ آكل النمل أم خفاش حذوة الفرس أم شر البشر؟ بقلم ا.د بشير جرار

من وراء نشر كورونا؟ آكل النمل أم خفاش حذوة الفرس أم شر البشر؟ بقلم ا.د بشير جرار

يجتاح الرُعب العالم بسبب تزايُد حالات الإصابة بفيروس “كورونا الجديد” في الصين المسبب لالتهاب رئوي قاتل، والذي انتشر في العديد من الدول حتى الآن. ومن منا لا يريجف خوفاً وهو يشاهد عبر شاشات التلفزيون ومقاطع الفيديو شوارع المدن الصينية خاوية. لا يمكن إلا أن ينتابك خوف شديد وأنت تشاهد أهالي مدينة “ووهان” المنكوبة وهم ينادون جيرانهم من خلال النوافذ ويطرقون الأواني ويصيحون “علينا أن نكون أقوياء في وجه الموت”. وحتى تاريخه(22 شباط) تجاوز عدد الإصاباتعتبة 78 ألف شخص منهم 13 ألف ىحاة حرجة بينما 15 ألف تماثلوا للشفاء ووصل عدد الوفيات 2345 شخص في البر الصيني فقط. وكما بلغ عدد المصابين بالفيروس خارج الصين حوالي 1200 إصابة موزعة على 32 دولة.وقد سجل حتالآن في كوريالجنوبية 433 حالة إصابة وحاتي وفاة, وايران 28 حالة إصابه والوفيات خمسة. وسجلت 13 حالة إصابة بدولة الإمارات, وحالتين في لبنان وحالة في مصر.
هنالك اعتقاد بين العامة والدوائر العلمية أن فيروس كورونا انتقل من خلال الحيوانات التي تباع في أسواق مدينة ووهان المنكوبة لا سيما آكل النمل والخفافيش والثعابين والطيور المختلفة والمأكولات البحرية. فقد أظهرت دراسة من جامعة جنوب الصين الزراعية نشرت على موقعها على الإنترنت أن آكل النمل الحرشفي هو منشأ لفيروس كورنا المعروف ب (أم قرفه) وأنه وسيطا محتملاً لهذا الفيروس. وقد أظهرت هذه الدراسة تطابق جينوم هذا الفيروس المعزول من آكل النمل مع جينوم الفيروس الذي تم عزله من المصابين بالمرض. ويشكك بعض العلماء من جامعات ومراكز بحوث عالمية مرموقة بمصداقية نتائج البحث المشار اليه وأنها لا ترقى إلى أدلة علمية دامغة تجرم آكل النمل. ويتغذى هذا الحيوان على النمل ومن هنا جاءت تسميته حيث يحفر بمخالبه الحادة في الأرض لاستخراج النمل الأبيض والتقاطه بواسطة لسانه الطويل. ويتبع آكل النمل رتبة الثدييات ويمتاز بجسده البني وذيله كثيف الشعر ومخالبه الحادة وأخطر خصومه الثعالب التي تتغذى عليه. سجل هذا الحيوان في كل من آسيا وأفريقيا واستراليا وفي بعض البلدان العربية. ويتاجر بشكل غير شرعي بحراشفه ولحومه ويخضع عالمياً للحماية منذ عام 2016م بموجب اتفاقية “سايتس”. ويعتبر لحم آكل النمل طبقاً مميزاً في الصين وتستخدم عظامه في الطب التقليدي في كل من الصين وفيتنام.
ويرى بعض العلماء أن آكل النمل هو نقطة انطلاق الفيروس بينما يعتقد آخرون أن الخفاش (الوطواط) هو المرجح خلف كارثة انتشار الوباء في مدينة “وهان” الصينية. ويرجح مدير منظمة صحة البيئة العالمية إن الخفاش والمعروف باسم “حذوة الفرسHorseshoe Bat ” هو السبب الأول لانتقال مرض الكورونا ويصفه بأنه خزان الفيروس.
ويرى البعض أن الأمر ليس به كل هذه البراءة حيث آكل النمل والخفافيش ووالثعابين موجودة منذ عشرات الآف من السنين في الصين. وعليه, يرجح بعض العلماء أن أيادي بشرية شريرة وراء انتشار فيروس كورونا القاتل وأن الأمر مرتبط بالحرب الاقتصادية والتنافُس التجاري، والصِراع على صَدارة العالم بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية, وأن انتشار الفيوس هو شكل من أشكال الحروب البيولوجية التي تستخدم بها الجراثيم الفيروسات والفطريات وسمومها وكائنات حية أخرى بغرض نشر الأمراض والأوبئة بين البشر والحيوانات والنباتات لغرض اضعاف الخصم وسلبه الإرادة. وقد استخدمت هذه الأدوات البيولوجية أثناء الحرب العالمية الثانية وما زال هناك سباق خفي محموم لانتاج الأسلحة البيولوجية وتطويرها, ففي تبيليسي، عاصمة جورجيا، يقع مركز “لوغار”، وهو مختبر بيولوجي تابع للبنتاغون ضمن 25 مُختبراً للأسلحة على طول حدود المثلث الصيني الروسي الايراني. ويضع البعض انتشار فيروس كورونا في سياق الحرب الاقتصادية الراهِنة بين الولايات المتحدة والصين. ونشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إنَّ خُبراء أميركيين في المجال الصحّي قاموا قبل ثلاثة أشهر من انتشار الفيروس في الصّين بتصميم مُحاكاةٍ للتعرّف إلى طريقة استجابة السلطات الرسمية لتفشّي هذا الفيروس حول العالم، وتوقّعهم أنه قد يؤدّي إلى هلاك حوالى 65 مليون إنسان.
وقد ذهب الكيان الصهيوني بعيداً بإجرامه في التحضير لاستخدام الأسلحة البيولوجية, ففي عام 1998م نشرت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية تقريراً صحافياً عن مشروعٍ إسرائيلي لإنتاج ب”القنبلة العرقية لقتل العرب من دون غيرهم بناءً على أبحاثٍ طبيةٍ استطاعت أن تُميِّز جيناً مُعيَّناً يتواجد لدى العرب من دون غيرهم. ويتمّ العمل على هذا المشروع في معهد الأبحاث البيولوجية في “نيس تزيونا”، الذي يُعتَبر المركز الرئيسي للأبحاث المُتعلّقة بترسانة الكيان الصهيوني السرّية من الأسلحة والجرثومية. وجمد هذا المشروع الإجرامي لحين بسبب اكتشاف أن هذا الجين موجود في جينوم اليهود الذين هاجروا إلى دولة الكيان الصهيوني من العراق والمغرب واليمن ومصر. ولا يعود استخدام “الكيان الصهيوني للمواد الجرثومية إلى وقتٍ قريب. فقد كشفت وثائق الصليب الأحمر الدولي أنه بعد سقوط مدينة حيفا عام 1948م، وتدفّق آلاف المُهاجرين من حيفا إلى عكا، بثّت العصابات الصهيونية مواد جرثومية في قنوات الري المُتّصلة بالمدينة، لتُصيب سكانها واللاجئين إليها بحمى التيفوئيد التي انتشرت بين الأهالي.
دمتم بخير وعافية وحمانا الله وإياكم من فيروسات آكل النمل والخفافيش وتلك التي ينتجها أشرار البشر.