الرئيسية / صحافة / مقالات / قراءة في كتاب: الدماغ الجديد – كيف يعيد العصر الحديث صياغة العقل

قراءة في كتاب: الدماغ الجديد – كيف يعيد العصر الحديث صياغة العقل

بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

      لحسن حظي وبينما كنت أبحث قبل أسابيع عن معلومات أستطيع من خلالها الربط بين مكونات الدماغ ووظائفها لأقدمها لطلبتي في مقرر “تشريح الجهاز العصبي” بقسم العلاج الطبيعي بجامعة جرش، وجدت  هذا الكتاب (The New Brain) بنسختيه الإنجليزية الأصلية والعربية المترجمة. يقع هذا الكتاب في 226 صفحة من تأليف عالم الأعصاب ريتشارد ريستاك (Richard Restak) الأستاذ بكلية الطب بجامعة جورج واشنطن” وهو مؤلف لعشرين كتاب كلها حول الدماغ.

    أذهلني هذا الكتاب بشموليته لسلوك الدماغ والذاكرة وربطهما بالتقدم التكنولوجي. وساقدم هنا مستثنياً الشق الفلسفي للكتاب على أهميته، أهم المحاور التي ركز عليها.

□ يستند الكتاب على فكرة أساسية  وهي أن أدمغتنا بالعصر الحديث تعمل بشكل مختلف عن أدمغة من عاشوا قبل مئات السنين بسبب التقدم التكنولوجي وابتكار الإنسان لأدوية وعقاقير تحمي دماغه من القلق والإكتئاب والخوف والحزن المبكر ……… الخ.

 □  يتقدم دماغ الإنسان مع التقدم العلمي والتقنيات التكنولوجية التي تعمل على رصد نشاط المخ وحتى التحكم به في حالات الوعي المختلفة.

□ تتلاقى وتتفاعل بيولوجيا الدماغ مع التقنيات الحديثة مما سيؤدي إلى صقل عمل الدماغ.

□ تضعف ذاكرتنا مع التقدم بالعمر وهذا لا خلاف عليه ويمكننا تحسين عمل الذاكرة من خال التمارين الذهنية والإلتزام بعادات معينة بما يخص الغذاء والنوم الصحيين لغرض التغلب على متاعب الذاكرة اليومية.

□ لكل منا ذاكرة خاصة يومية تبعاً لطبيعة العمل تقوم بالتذكر الفوري واسترجاع الذاكرة طويلة الأمد. ويرى مؤلف الكتاب أن تدهور الذاكرة مع التقدم بالعمر لا سيما خلال الشيخوخة ليس قدراً ويمكن المحافظة على الذاكرة وتقويتها من خلال مجموعة من التمارين الذهنية اليومية التي تعزز مهارات الذاكرة لا سيما تجنب الآتي:

                   ● السهو المستمر وشرود الذهن

                   ● سيطرة الذكريات المشوهة وديمومة استرجاعها التي تتجلى في أحد مراحلها

                       بالوسواس القهري.

                  ●التشويه التكنولوجي للذاكرة من خلا الإعتماد بشكل تام على التقنيات الحديثة.

 ● مصاحبة الاكتئاب لتفكيرنا

       □ يقدم الكتاب عشر نصائح لبناء ذاكرة صحية والمحافظة عليها وهي:

أولاً: تركيز الإنتباه

     يرى دكتور ريستاك المسبب الأكبر لصعوبات الذاكرة هو عدم الانتباه، الذي يمنع تخزين الذاكرة تخزينًا صحيحًا.

ثانياً: العمل على تحدى الذاكرة بشكل دائم:

      يتم تحدي الذاكرة على سبيل المثال من خلال القيام بالعديد من تمارين الذاكرة مثل تجهيز قائمة تسوق وحفظها، وعند وصول إلى المركز التجاري، لا تخرج القائمة المكتوبة، بل اشترِ الأغراض حسبما تتذكر، وقال: وراجع القائمة فقط في النهاية.

ثالثاً: عدم الإعتماد على نظام تحديد المواقع العالمي  (GPS)

      تشير الدراسات أن الأشخاص الذين استخدموا هذا النظام  بشكل متكرر، أظهروا بمرور الوقت انخفاضا معرفيا أكثر حدة في الذاكرة المكانية بعد ثلاث سنوات.

رابعاً: ممارسة الألعاب المفيدة للذاكرة:

      من أفضل الألعاب المفيدة للذاكرة على سبيل المثال لا الحصر الشطرنج والبريديج ومسابقات قائمة الأسئلة حول شخص أو مكان واحد والمسابقات الشغرية

خامساً: قراءة الروايات الخيالية

    يتطلب الخيال مشاركة نشطة للدماغ مع النص، بدءا من بداية الرواية إلى نهايتها. وينصح المؤلف بالعديد من هذه الروايات منها رواية “وادي العميان”

سادساً: عدم الإعتماد الكلي على التكنولوجيا

     يؤدي تخزين كل شيء على الهاتف إلى تآكل قدراتنا العقلية

سابعاً: الحذر من الإدمان على استخدام التكنولوجيا، الذي يؤدي لإلهاء الدماغ.

ثامناً: الحذر من الإعتماد على الصورة بدلاً للكلمة كوسية للتواصل.

تاسعاً: معالجة الإكتئاب إن وجد

     يمكن للاكتئاب أن يضعف الذاكرة بشدّة، حيث تؤثر الحالة العاطفية على نوع الذكريات التي تتذكرها حيث يرتبط الحُصين (قرن آمون)وهو جزء من الدماغة مرتبط بالذاكرة ولوزة الدماغ المرتبطة بالسلوك العاطفي ببعضهما البعض.

عاشراً: تجنب القلق حول ذاكرتك

       تعتمد  ذاكرتنا على السياق الذي نعيشه. وإذا كنت قلقًا حيال ذاكرتك، فمن الأفضل استشارة طبيب مُتخصصللتتخلص من القلق وتحمي ذاكرتك.

     وأجدها فرصة لأشكر  المركز القومي في القاهرة لإشرفه على ترجمة هذا الكتاب وإتاحته مجاناً على الشبكة العنبكوتبة لقراء العربية وكذلك لمترجمة الكتاب الأستاذة عزة هاشم أحمد. لمثلكم ترفع القبعات.