الرئيسية / نشاطات الجامعة / مؤتمرات / مؤتمر دولي حول تعزيز أخلاقيات التعليم العالي بعد جائحة كورونا – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

مؤتمر دولي حول تعزيز أخلاقيات التعليم العالي بعد جائحة كورونا – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

   توفرت لي بحمد الله فرصة الحضور والمشاركة بمؤتر دولي (بالطبع عن بعد) نظمته الشبكة الدولية لأخلاقيات المهن (Globethics.net) بتاريخ 25 حزيران الحالي على مدا يوم كامل تحت عنوان: نحو مد الجسور وتعزيزأخلاقيات التعليم العالي بعد جائحة كورونا- كوفيد-19

(BuildingNewBridgesTogether: Strengthening Ethics in Higher Education after COVID-19)

وكان قد أعلن عن المؤيمر بحوالي ثلاثة أسابيع قبل انعقاده لغرض التسجيل وتقديم الأوراق والملصقات (Posters) العلمية المشاركة. وكما أتاح المؤتمر للمشاركين وعلى مدار يوم كامل الاطلاع على البحوث والملصقات المشاركة يوم 24 من حزيران لغرض التصويت على أفضل مشاركة لمنحه جائزة التميز.

توزع المشاركون والحضور بالمؤتمر (وصل عددهم حتى 1500) على القارات الخمسة وقدمت به 20 ورقة علمية من عدة دول أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية, ألمانيا, اليابان, كرواتيا, اندونيسيا, جنوب افريقيا, مصر, الهند وكينيا وغيرها. وقد قدم كل من المتحدثين وأصحاب المداخلات تجربتهم الشخصية وتجربة مؤسساتهم التعليمية. وغلبت بالإجماع النزعة الإيجابية على محتوى الأوراق والملصقات التعليمية المقدمة لتقييم التعليم الإلكتوني عن بعد الذي فرضته جائحة كورونا, وأقدم هنا أبرز الايجابيات للتعليم العالي عن بعد كما أبرزها المؤتمر:

– فرض التعليم الالكتروني عن بعد نفسه حيث تم من خلاله ضمان استمرار التعليم بعد أن تعذر توفير ظروف التعليم التقليدي (الوجاهي) المعتمد على اللقاء بالقاعة الدراسية.

– نجحت مؤسسات التعليم العالي بأشكالها المتفاوتة باستيعاب تحديات التحول إلى التعليم الإلكتوني الذي لا بد أنه وضعها أمام مزيد من التحدي للاستمرار به بدون التعليم التقليدي أو بالمزاوجة معه.

– عمل التعليم الإلكتروني عن بعد للجميع وإن لم تكن بالمطلق وعلى الرغم من صعوبة توفير الفرص العادلة على تخفيف الشعور بالفوارق الطبقية وتعزز الإحساس بالمساواة.

– ساوى التعليم الإلكتورني عن بعد بين الشعوب وبين المرأة والرجل والأسود والأبيض وبين الأديان والإثنيات والطوائف وحتى عند أصحاب اللجوء بشكل عجز عنه التعليم التقليدي عبر قرون طويلة.

– وضع التعليم الإلكتورني عن بعد المؤسسات التعليمية في وضع مرن لمساعدة طلبتها في دفع الرسوم الدراسية.

– أتاح التعليم الإلكتروني عن بعد الذي أفرزته جائحة كورونا تعزيز توسيع أحكام التعليم عبر الإنترنت.

– أظهرت جائحة كورونا أهمية تخصصات كانت مهملة لدي بعض البلدان والمؤسسات التعليمية مثل علم الأوبئة والفيروسات.

– لفت التعليم الإلكتورني عن بعد النظر لأهمية تحويل التعليم الهندسي والطبي حتى التربوي إلى التعليم الذكي القائم على الإبداع.

– أظهر التعليم الإلكتورني عن بعد أهمية التملك الإلكتروني خاصة المكتبة الالكترونية من خلال الهواتف الجوالة أو شاشة الكمبيوتر المحمول.

– سمح التعليم الإلكتورني عن بعد بتحديث المحتوى التعليمي بسهولة ويسر وإمكانية الإستعانة بخبراء من كل العالم لا سيما في التعليم الإلكتروني المتزامن.

– وفر التعليم الإلكتورني عن بعد كثير من الجهد والوقت للوصول إلى المصادر التعليمية بكل أشكالها.

– ساعد التعليم الإلكتورني عن بعد في الحد من استهلاك الأوراق والمواد البلاستيكية ومن تراكم المخلفات والتراكيز المرتفعة من الملوثات البيئية.

– ساعدت جائحة كورورونا وما أملته من ضرورة التعليم الإلكتورني عن بعد في الذهاب باتجاه عولمة التعليم العالي.

ولم تخلو المشاركات من خلال الأوراق والملصقات العلمية والمداخلات النقاشية للمؤتمر من لفت النظر لبعض الصعوبات وحى بعض السلبيات التي أفرزها التعليم الإلكتورني عن بعد على لا سيماالآتي:

– أدى التعليم الإلكتورني عن بعد إلى التباعد الإجتماعي والميل للعزلة.

– عدم تمكن بعض الطلبة والأسر من توفير المتطلبات الأساسية للتعليم الإلكتورني عن بعد بسبب الكلفة العالية.

– لا شك أن التعليم الإلكتورني عن بعد لا يستطيع توفير الفرصة العادلة للمشاركين بذات المنصة الإلكترونية بين القاطنين في الأرياف والمدن داخل حدود الدولة الواحدة أو بين مشاركين ينتمون لبلدان غير متكافئة.

– عدم توفر تشاريع ضابطة لأعمال القائمين والمنضوين تحت عباءة التعليم الإلكتورني عن بعد.

– همش التعليم الإلكتورني عن بعد المناورة بما يخص مصداقية رسالة الإمتحانات عبرالانترنت.

– صعب التعليم الإلكتورني عن بعد إمكانية الحد من عملية الغش في الامتحانات. وللأمانة تم تناول الأمر بشكل عابر على قاعدة أن من يغش بالنتيجة يغش نفسه وهذا خارج السياق مع أنه ليس كذلك في مجتمعاتنا العربية والاسلامية حيث الغش مرجلة في كثير من الأحيان.

– قد يهدد التعليم الإلكتورني عن بعد الهوية والإنتماء الوطني حيث لا نشيد وطني أو سلام ملكي.

– حد التعليم الإلكتورني عن بعد من إمكانية إكتساب بعض المهارات التي يوفرها التعليم التقليدي من خلال التفاعل والحوار بين الأقران ومعلميهم.

– وضع التعليم الإلكتورني عن بعد المؤسسات التعليمية في حالة عدم اليقين المالي.

– لا بد وأن يؤثر التعليم الإلكتروني عن بعد على تسجيل الطلاب الدوليين.

وكما لفتت المشاركات والمداخلات النقاشية بالمؤتمر النظر لبعض التحديات الخاصة بالتعليم الإلكتورني عن بعد في ظل استمرار جائحة كورونا وبعد تخطيها بإذن الله. ومن هذه التحديات الواجب التجهز لها:

– المحافظة على قيم التعليم التقليدية أمام قيم جديدة فرضها التعليم الإلكتورني عن بعد.

– الانتباه إلى ما ينادي به البعض لجعل التعليم الالكتروني عن بعد المتاح الأوحد ولآخرين يدعون للنكوص عنه.

– لعل التحدي لأكبر لعضو هيئة التدريس المحترف هو كيفية ضبط الطلاب في قاعة لا يراها.

– توفير جاهزية عادلة لكل الفئات المتلقية في ظل التفاوت بتوفر البنى التحتية.

– الانتقال من التعليم التقليدي ومن خلال التعليم الإلكتروني عن بعد إلى التعليم الذكي القائم على الإبداع.