الرئيسية / أخبار الكليّات / كليّة العلوم والزراعة / الطحالب غذاء ودواء واستثمار – بقلم الأستاذ الدكتور بشيىر جرار

الطحالب غذاء ودواء واستثمار – بقلم الأستاذ الدكتور بشيىر جرار

 

الطحالب نباتات ثالوسية واسعة الانتشار تختلف عن النباتات التقليدية الأرضية والمائية بعدم امتلاكها أعضاء النبات الحقيقية (الجذر, الساق والأوراق وربما الأزهار أيضاً) بالمفهوم الحقيقي للتوصيف العلمي. أما النباتات الأرضية والأعشاب المائية (تعيش تحت الماء) فإنها تمتلك الجذور والسيقان والأوراق والأزهار وتنتج البذور الثمار. ويمكن للطحالب العيش في المياه العذبة كالبحيرات والأنهار والينابيع والواحات والمستنقعات. وكما يمكنها العيش في المياه المالحة، كالبحار والمحيطات والسبخات.

تعتبر الطحالب مصدراً غنياً بالبروتينات والكربوهيدرات ومضادات الأكسدة والفيتامينات والعناصر المعدنية لا سيما النزرة منها كاليود والحديد. وللطحالب استخدامات واسعة في معظم مجالات الحياة لا سيما الغذاء والدواء وطيف واسع من الصناعات. وقد استخدم الإنسان الطحالب كغذاء يومي منذ آلاف السنين لا سيما في دول شرق آسيا وفي أفريقيا ثم انتشرت في بقاع الأرض كافة. ومن منا لم يسمع بطبق السوشي المكون بالأساس من طحلب ال”البروفيرا” بينما يستخدم طحلب الأسبيريولينا في بعض الحلويات الإفريقية, وكأعلاف لحيوانات المزرعة وفي تربية الأسماك والجمبري. وكما دخلت الطحالب المطبخ الأوروبي لتحضير أطباق شهية لا سيما من طحلب “كوندرس كريسبس”.وتعتبر كذلك زراعة الطحالب أحد وسائل مواجهة التغير المناخي كوقود حيوي صديق للبيئة. وتستخرج مادة الآجار من الطحالب التي تستخدم على نطاق واسع في الصناعات الغذائية وكمكون أساسي للمزارع الجرثومية.

تستخدم الطحالب وعلى نطاق واسع في علاج العديد من الأمراض والوقاية من أخرى غيرها لا سيما الضعف الجنسي والضغط والسكري وترهل الجلد والعضلات والوقاية من التشوهات الخلقية. وتستخدم الطحالب كذلك على نطاق واسع في صناعة الأدوية كمكملات دوائية حيث استخدمت طحالب السرجام والاميناريا والجليديم والألفا لاكتيوكا لعلاج الحروق وبعض أمراض الدرقية والجهاز الهضمي.

ويسبب نمو الطحالب المفرط بالمسطحات المائية الناتج عن التلوث البيئي استنفاذ معظم الأكسجين الذائب بهذه المياه مما يؤدي إلى موت الكائنات المائية وهجرتها. وتعرف هذه الظاهرة بشيخوخة البحار حيث تنتشر الطحالب على كامل سطح المياه, ولا يفوتنا أن بعض هذه الطحالب قد يكون ساماً للكائنات المائية.

تجهد دول العالم للاستثمار في الطحالب لتوفير الغذاء والدواء وفي الصناعة باستثناء بلداننا العربية وكأن الأمر لا يعنينا مع أن أنهارنا وبحيراتنا ومسطحاتنا المائية تنتج بلايين الأطنان من الطحالب المتنوعة. بكل أسف تذهب أدراج الرياح ملايين الأطنان من الطحالب في مياه نهر الأردن وقنوات الغور المائية وسد الملك طلال وأخواته وأكثر منها من أنهار النيل ودجلة والفرات والعاصي والليطاني وبحيراتنا الحلوة والمالحة بينما نستورد معظم علف ماشيتنا وحتى غذاء أبنائنا. أين مراكز البحوث وكليات الزراعة في أوطاننا من كل ذلك؟