الرئيسية / صحافة / مقالات / العودة الى التعليم الوجاهي

العودة الى التعليم الوجاهي

د. نوفه المواضية
كلية العلوم التربوية

لا أحد ينكر الشوق الذي يملك المنظومة الاجتماعية بكافة اطيافها للعودة إلى التعليم الوجاهي ، سواء كان الطالب أو المدرس ، وأيًا كانت المؤسسة التعليمية ، مدرسة أم مؤسسة تعليم عالي . ولكوني استاذة جامعية ، فأود أن اتحدث عن تجربتي في مواجهة التعليم عن بُعد في زمن الكورونا ، فالكل منّا يدرك أن المجتمع الأردني كما هو العالم قد واجه ظرفًا استثنائيًا لم تشهده الأجيال الحالية على أقل تقدير ، فالحياة في ظل هذه الجائحة باتت تتطلب اجراءات لم تكن مألوفة من قبل وعلى كافة الصعد ومن ضمنها التعليم .
فبين عشية وضحاها باتت عناصر العملية التعليمية وجها لوجه أمام شاشات الكمبيوتر كل واحد منهم يريد أن يقوم بواجبه دون تدريب أو تهيئة سعيا منهم لديمومة التعليم وانسياب المعرفة . وفعلا كانت النتائج باهرة وغير متوقعة ، فالطالب المُجّد حصل على ما يرنو إليه من معرفة ، والمدرس بات مرتاح الضمير للقيام بواجبه على أكمل وجه .
واليوم ونحن على اعتاب العودة إلى التعليم الوجاهي ، صار لزاما علينا أن نبني على هذه التجربة لتكون رصيدًا مضافا في فلسفة التعليم وأساليبه الحديثة. وعلينا أن لا نطرح هذه التجربة للطوارئ أو ما يسمى نظام الفزعة ، وبالتالي يجب أن يكون التعليم عن بُعد جزءا من استراتيجياتنا التدريسية وأن يسير جنبًا الى جنب مع التعليم الوجاهي ومكملًا له ، لا بديلًا له بأي شكل من الاشكال.
وحيث أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد أضافت إلى منظومتها التشريعية نظام ادماج التعليم الالكتروني ، فبات لزاما علينا أن نواكب هذه المتطلبات بكل ما تتطلبه من استعدادات لوجستية ونفسية وخصوصًا عنصر مقدم المعلومة والمتمثل بمدرس المساق ، فالتعليم الوجاهي بعد كورونا لم يعد كسابق عهده قبل كورونا ، وهذا يعني أن اساليب التدريس باتت تتكيف تلقائيا مع طبيعة التعليم المدمج والتعليم عن بُعد .
وحتى نكون منصفين فلقد وفرت جامعة جرش كل الامكانيات التي يحتاجها الاستاذ الجامعي لانجاح هذه التجربة ، فقد كانت سباقة في هذا المضمار، ولا أدل على ذلك من أصرار قيادة الجامعة رئيساً ومجلس أمناء على استحداث عمادة للتعليم الالكتروني ، تكون مهمتها الاساسية متابعة هذه التجربة الرائدة ، حيث كانت هذه العمادة بكادرها الفني الرائد تتابع سير العملية التدريسية عن كثب ، فابرزت نقاط القوة وقامت بتعزيزها ، واكتشفت ما يعتريها من محددات فرسمت لها خطة تحسينية ساهمت في التغلب على اخفاقاتها أينما وجدت .
وفي النهاية نتمنى أن تستمر هذه النجاحات بوتيرتها المعهودة هدفها الأول والأخير خدمة أبنائنا الطلبة.