الرئيسية / أخبار الكليّات / كليّة تكنولوجيا المعلومات / تشرس أفعى فلسطين على ضفتي نهر الأردن مع فوضى المناخ وتسارع التغير المناخي.

تشرس أفعى فلسطين على ضفتي نهر الأردن مع فوضى المناخ وتسارع التغير المناخي.

بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

يوجد في الأردن 36 نوع من الثعابين و  42 نوع على طول جغرافيا فلسطين التاريخية ، منها 9 ثعابين شديدة السمية وتسع ثعابين قليلة السمية و24 نوع غير سامة. تعتبر أفعى فلسطين (Daboia palaestinae) أخطر أفعى سامة في الأردن وفلسطين، وتتميز بضخامة الرأس وجسم ممتلئ. وذيل قصير. تتواجدأفعى فلسطين في وسط وشمال كل من فلسطين والأردن  وجنوب لبنان وشريط ضيق على الحدود الغربية لسوريا مع كل من لبنان والأردن وفي المناطق الغورية وشبه الغورية وكما تنتشر في إربد  وعجلون ومادبا والسلط وجرش والأغوار والمناطق شبه غورية على ضفتي نهر الأردن والسهول القريبة من المتوسط. وتعتبر أفعى فلسطين من أكثر الأفاعي المسببة لحالات لدغ الأفاعي  في المجال الجغرافي الذي تتواجد به.  تتسبب عضة هذه الأفعى بألم مبرح في مكان العضة، وبعد ذلك ورم ومن ثم تبدأ منطقة العضة بالإسوداد والتقرح. وقد يدخل الملدوغ في صدمة  نتيجة العضة، وربما يصل الأمر إلى بتر العضو المصاب أو إلى الموت المحقق. ويعمل سم هذه الأفعى على تكسير كريات الدم الحمراء وتلف شبكة الأوعية الدموية والتسبب بنزيف دموي. تتسبب أفعى فلسطين في خمسة وفيات على الأقل في الأردن وأكثر منها في الأراضي الفلسطينية ويصل مجموع حالات اللدغ سنوياً على طول فلسطين التاريخية  300 حالة لدغ، إضافة إلى 130- 150 حالة لدغ سنوياً بين الخيول والماشية وعلى الأغلب تنتهي بالوفاة.

     تصل تكلفة علاج الملدوغ بأفعى فلسطين حتى 40 ألف دولار وأكثر ضحاياها من المتنزهين والمزارعين. ولا تتوفر الأمصال لعلاج لدغتها في أي من الدول التي تتواجد بها، وتتوفر فقط لدى المؤسسات الصحية للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين. ويتوفر لعدد قليل من الملدوغين المصل الحقيقي بينما من يتجهون إلى مصر لعلاج لدغات أفعى فلسطين يتلقون ترياقاً عاماً (Polyvalevt antivenom). وتتصدر أفعى فلسطين  الموقع الثاني في قائمة أخطر 10 حيات في منطقة الشرق الأوسط وتتقدم عليها فقط الأفعى المقرنة الكاذبة.

      تتغذى أفعى فلسطين بشكل رئيسي على القوارض، والضفادع وحيوانات صغيرة أخرى، وتستطيع افعى فلسطين تسلق أماكن عالية أيضاً، الأمر الذي يمكنها من التغذي على الطيور. وتنشط أفعى فلسطين في الساعات الآولى بعد الغروب وأثناء النهار عندما تتواجد في المناطق الشعبية والشجرية، وتتواجد بالقرب من المنازل وقلما تشاهد قرب المسطحات المائية وليست مؤلوفة بالمناطق الصحراوية. وتدخل أفعى فلسطين البيات الشتوي لمدة 2-3 شهراً وتظهر بالربيع ومع ارتفاع درجة الحرارة بأشهر الصيف.

    تتكاثر أفعى فلسطين خلال شهري نيسان وأيار وتضع الأنثى  ما بين 7 – 22 بيضة تحضنها لمدة 39 -63 يوم تبعاً لدرجة حرارة منطقة التي تعيش بها. ولأفعى فلسطين العديد من  الأسماء عند العامة: الرقطاء، الربداء، الزعراء، الحيزاء وحنش فلسطين. ومن المضحك أن جمعية حماية الطبيعة في الكيان الصهيوني اختارت أفعى فلسطين عام 2018م لتكون الحية الوطنية (National Snake) لهذا الكيان السارق لكل شيء حتى أسماء الأفاعي والطيور.

   وقد زاد التغير المناخي من نشاط وشراسة أفعى فلسطين وأصبحت تشاهد بمناطق أخرى في الأردن لا سيما عند أطراف العاصمة عمان وأطراف البادية ومادبا والكرك والطفيلة. وتتصدر أفعى فلسطين هذا العام (2023م)  في كل من فلسطين والأردن حالات اللدغ بعدما أزاحت أفعى الحراشف المنشارية من رأس القائمة.