الرئيسية / صحافة / مقالات / اعتراض طائر اللقلق (أبو سعد) أمر معيب – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

اعتراض طائر اللقلق (أبو سعد) أمر معيب – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

تناقلت بعض مواقع الاتصال الاجتماعي ومواقع اخبارية وإعلامية عن عبور أسراب من طيور غريبة ونادرة لسماء الأردن وأن بعضها تجرء على الهبوط في شوارع عمان التي يلفها الهدوء بسبب التباعد الاجتماعي والحجر الصحي بسبب جائحة كورنا. ومع الأسف والألم اعترضتها يد الغدر لتمسك بها, فمنهم من قتلها ونكل بها وآخرون اصطحبوها لمنازهم مستغلين انشغال الشرطة البيئية بظرف فيروس كورونا. وقد اعتدنا على مر السنوات الماضية مشاهدة طيور اللقلق المهاجرة تعبر سمائنا للاستراحة في عدة أماكن من الأردن لا سيما محمية غابات اليرموك وأطراف واحة الأزرق.
وقد أطلق أجدادنا على أبو سعد لقب ” الحاج لقلق ” و” أبو خديج ” حيث أنه يلقلق بمنقاره المسنن الأحمر الطويل دون أن يصدر صوتاً حقيقياً. ويحتاج طائر اللقلق أبو سعد أثناء هجرته لتيارات هوائية دافئة للتحليق لا تتوفر فوق البحر الأحمر والبحر الأبيص المتوسط مما يجبرها على المرور بالأردن وفلسطين عبر حفرة الانهدام العظيم. وسجل في الأردن حتى الآن 431 نوع من الطيور منها 90 نوع مقيم والباقي مهاجرة وعابرة.
يشاهد أبو سعد في سماء الأردن وفلسطين مع بداية فصل االشتاء قادماً ومهاجراً من القارة الأوروبية متجهاً نحو أفريقيا وشبة القارة الهندية قاصداً الدفء والغذاء الوفير. ويشاهد بانتهاء الشتاء وبداية الربيع ي بسماء بلادنا خلال رحلة العودة لموطنه لغاية التكاثر. وتستوطن مجموعات صغيرة من اللقلق في المستنقعات القريبة من البحر الميت وبحيرة طبريا ومنطقة الحولة حيث يشاهد منتصباً على ساقين حمراوتين طويلتين. وكما تشاهد أعداد كبيرة من اللقلق الأسود بسهول بلاد الشام لا سيما سهل حوران ومرج بني عامر وشاطيء طبريا والحولة وبالقرب من شاطيء غزة.
يشتهر طائر أبو سعد بمحبته لفراخه وإناثه ويتغذى على الضفادع والحلزون والحشرات والجراد الطيار وعلى الحيوانات المائية. وهو طائر ضخم عادة ما يكون ذا لونين الأبيض والأسود له وأجنحة طويلة ومنقار أحمر وعينين سوداويتين حزينتين. وتطير أسراب أبو سعد من خلال مد عنقها وأقدامها للخلف ويحتل مكانة كبيرة بين شعوب العالم لا سيما في بلاد الشام. وأدرك أجددنا أن ظهور طائر أبو سعد هو مؤشر على غياب الرعد ورحيل الشتاء, لذا رددوا المثل الشائع “أجا أبو سعد راح الرعد”.
ينظر الفلاحون في بلادنا إلى طائر اللقلق عل أنه صديق لهم حيث يلاحقهم أثناء حراثتهم للأرض بحثاُ عن الضفادع والديدان. وقد أقر الإغريق عقوبة تصل إلى الإعدام لمن يتسبب في قتل هذا الطير الجميل. وتمر بعض أسرابه مهاجرة فوق مكة مما يدفع أهل الحجاز الاعتقاد أنها تقصد بذلك الحج. ويتفائل الألمان والهولنديون عندما يرى أحدهم طائر اللقلق يبني عشه على سطح منزله ويعتقدون أن ذلك يجلب الحظ.
خسئت بندقية صياد تطال طائر أبو سعد ومعيب اعتراض هذه الطيور المهاجرة التي تطرز سمائنا.