الرئيسية / صحافة / مقالات / ينظر علماء البيئة لفيروس كورونا المستجد بعين الرضا – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

ينظر علماء البيئة لفيروس كورونا المستجد بعين الرضا – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

على الرغم من مجمل المضار الكارثية التي ألحقها فيروس كورونا المستجد بالبشرية إلا أن بعض علماء البيئة يرون به عاملاً ايجابياً في اصلاح ما أفسده الانسان على مدار عقود. ومن مظاهر التأثيرات الإيجابية لجائحة كورونا على البيئة الآتي:
* انخفاض مستويات التلوث بالجو حيث تحسنت جودة الهواء بمعد 12٪ في المئات من المدن العالمية لا سيما الصناعية منها مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي. ويعود ذلك بسب توقف آلات معظم مصانع العالم وتوقف حركة وسائط النقل المختلفة حيث تشهد شوارع مدن العالم ومطاراتها وموانئها هدواً لم يسبق له مثيلا. فعلى سيل المثال تراجعت مستويات التلوث في نيويورك 50٪ وفي المدن الصينية بنسبة 25٪ ومدينة أبو ظبي بنسبة 50٪ عن مستويات العام الماضي.
* توقف الملايين من سكان الصين عن تناول لحوم الحيوانات الرية كلقطط والكلاب والثعابين والخفافيش. وتصل قيمة التجارة بلحوم الحيوانات البرية في الصين أكثر من 70 مليار دولار.
* لأول مرة خلال 30 عاماً تنخفض مستويات ثاني أكسيد الكربون العامل الفاعل في التغير الماخي والاحتباس الحراري.
* تلاشت غيوم الغبار في سماء المدن الصينية وترجع الضباب الدخاني وانخفضت مستويات ملوثات البيئة بنسبة 35%.
* عادت طيور البجع إلى قنوات مدينة البندقية الايطالية بعد أن غادرها السياح مع ملوثاتهم وأصبحت مياه قنواتها صافية نظيفة.
* تراجع استهلاك الفحم عالمياً بنسبة 40% عنه في العام الماضي مما جعل سماء كثير من المدن الصناعية صافية.
* عادت حيوانات الكوالا إلى الغابات في أستراليا بعد أن هربت بسبب حرائق الغابات التي تسبب الاحتباس الحراري.
* انتعشت الحياة البحرية وبدأت الأسماك تطفو على سطح المياه بسبب توفر المزيد من الأكسجين بسبب ترجع مستويات ملوثات المياه العذبة والمالحة.
* عادت الشعب المرجانية في المحيط الهادي إلى طبيعتها الخلابة.
* تعافي ثقب الآوون وأصبح على وشك الإقفال بعدما أن ذهبت تقادير علماء البيئة إلى الحاجة لفترة لسبعين عاماً حتى يتعافى بالكامل.
جعلت هذه الحصيلة الإيجابية الآولى لفيروس كورونا علماء البيئه ينظرون إليه على أنه ليس شراً مطلقاً. ويدرك علماء البيئية أكثر من غيرهم أنه بينما تقتل ملوثات الهواء على مستوى العالم حوالي 4.2 مليوناً سنوياً ولا أحد يحرك ساكناً تقوم الدنيا ولا تقعد على فيروس كورونا الذي كشف عورة الكثيرين. ولا بد وأن علماء البيئة ينتظرون اللحظة التي يرون بها بعض الزعامات العالمية المناهضة للأنشطة البيئية الحقة تختييء تحت
الأسرة خوفاً من فيروس كورونا على أمل أن يشفي غليلهم هذا الفيروس من أصحاب الرعونه البيئية.
يأمل علماء البيئة أن يكون فيروس كورونا أكثر عدلاً ورحمة من الأنظمة العالمية المتجبرة التي تتهاوي تحت ضرباته.