الرئيسية / صحافة / مقالات / قرأة في التأثيرات الإقتصادية والإجتماعية والنفسية لجائحة كورونا من وحي المؤتمر الإقتصادي السادس – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

قرأة في التأثيرات الإقتصادية والإجتماعية والنفسية لجائحة كورونا من وحي المؤتمر الإقتصادي السادس – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

عقد بتاريخ 31 من أكتوبر الفائت المؤتمر الإقتصادي الدولي السادس للجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع تحت عنوان “الإقتصاد الأردني بعد جائحة كورونا” تحت رعاية دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدرن.

بدأت فعاليات المؤتمر بالكلمة الإفتتاحية للجنة التحضيرية التي قدمها الأستاذ الدكتور سامر الرجوب والذي تناوال بها التاثيرات التي تسببت بها جائحة كورونا على الإقتصاد الأردني بشكل خاص والإقتصاد العالمي بشكل عام. تلى ذلك كلمة لرئيس الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع الأستاذ الدكتور رضا الخوالده حيث تطرق إلى ملامح التأثيرات الإقتصادية لجائحة كورنا على الإقتصاد الأردني لا سيما إنكماش الإقتصاد وتراجع معدل النمو في الأردن بنسبة بنسبة 6.5٪ خلال الأشهر الست الآولى وتراجع الدخول تدريجياً مع ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا.

وقد شخصت كلمة راعي المؤتمر دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدرن تحت عنوان “الإقتصاد الأردني بعد كورونا, إلى أين؟“, التأثير للجائحة على مختلف القطاعات الٌأقتصادية والمعرفية (التعليم) والزراعية والطبية لا سيما الأمن الغذائي والتأمين الطبي وإحداث إنكماش بنسبة 3% حسب صندوق النقد الدولي. وقد أوضح دولة الدكتور بدران المعوقات التي تفاقمت بظل جائحة كورونا وطاولت قطاعات الطاقة والمياه والمساحة الزراعية والهجرة وفي ظل غياب ما يكفي من التشريعات الإقتصادية وعدم ثبات الٌإقتصاد وتقويض الإستقرار السياحي الذي انتعش قبل كورونا. وقد رأى الدكتور بدران أنه يمكن التصدي للنتائج القاسية على الإقتصاد الأردني من خلال إزالة المعيقات والبيروقراطية والعمل على استقرار سياسة النقد الأردني. كما أشارت هذه الكلمة إلى آثار جائحة كورونا على قطاع النقل الأشد تضرراً وقطاع السياحة ورفع مستويات الفقر والبطالة وخفض تحويل المغتربين. ولم يفت الدكتور بدران إلى الإشارة إلى القطاعات التي استمرت بالنمو تحت جائحة كورونا لا سيما القطاعات الدوائية والزراعية والتعليم الإلكتروني.

توالت بعد ذلك جلسات المؤتمر حيث قدم عطوفة الدكتور عادل شركس نائب محافظ البنك المركزي محاضرة أكد من خلالها أن جائحة كورونا تسببت بانكماش في الإقتصاد العالمي بمقدار 4.3٪. وكما خفضت الجائحة نمو الاقتصاد الأردني من 2٪ إلى 1.3٪ في الأشهر الثلاث الآولى وليصل الإنكماش إلى 3.6٪ والتراجع بالصادرات 5.1٪ وبالدخل السياحي 70٪ وتحويلات العاملين بالخارج إلى 9.7٪ والبطالة نسبة 23٪ وتوقع انكماش النمو بالسالب (-1.5٪). وأثنى الدكتور شركس على دور البنوك الأردنية التي أثبتت أنها قادرة على تحمل الصدمات.

ومن الكلمات البارزة في المؤتمر كانت للدكتور خالد الوزني مدير هيئة الاستثمار الوطني حيث أشار إلى أن جائحة كورونا تسببت في خسارة العالم لحوالي 800 مليار دولار وفي خفض التجارة ما بين 27-50٪. وأشار في تقديمه إلا ما قامت به هيئة الاستثمار للتخفيف من تداعيات كورونا حيث ساعدت في تسهيل إنشاء 52 مشروع استثماري منها 22 مشروع طبي و17 مشروع في قطاع التكتنولوجيا.

وكان لقصة نجاح شركة البوتاس العربية إحدى الشركات الأردنية البارزة وما حققته الشركة خلال 9 أشهر من الجائحة حيث حققت أرباحاً مقدرةً ب 5٪ وبزيادة مبيعات بقيمة 10٪ عن ذات الفترة من العام المنصرم. وأشار الدكتور معن النسور الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية إلى أن الشركة نحجت في جلب 750 مليون دولار من العملات الصعبة وقامت بضخ 31 مليون دينار أردني في عروق الإقتصاد الأردني وهذا يشكل 65٪ من دخل الشركة. كذلك كانت هنالك كلمات أخري لمتحدثين آخريين عن تأثير جائحة كورونا على الإقتصاد حيث قدم شرحاً حول جهود مؤسسة التضامن الإجتماعي من خلال توفير مضلة حماية اجتماعية من خلال دعم القطاع الخاص ودعم العمالة الأردنية وحماية عمال المياومة وتخفيض رسوم الاشتراكات.

وكانت أكثرالكلمات إثارة على الأقل بالنسبة لكاتب هذه السطور ما قدمه الدكتور زيد عبيدات مديرعام مركز الدراسات الاسترتيجية بالجامعة الأردنية حول الآثار الاجتماعية والنفسية لجائحة كورونا من خلال دراسة قام بها المركز. فقد أوضحت هذه الدراسة التأتيرات الاجتماعية والنفسية لجائحة كورونا على الأردنيين على النحو التالي:

– اهتزاز الاستقرار الاجتماعي

– بلغ مستوى عدم الثقة بين أفرد المجتمع الأردني بحوالي 71٪.

– توسعت الفجوة ما بين المواطنين ومؤسسات الدولة لا سيما الأحزاب والبرلمان والحكومة, فحوالي 86٪ ممن شملتهم الدراسة لا يثقون بالإجراءات الحكومية.

– كانت أشد الآثار على المسنين واللاجئين وذوي الإعاقة.

– اهتزاز العقد الاجتماعي والشعور بعدم المساواة

– زيادة العنف الأسري بنسبة 16٪

– زيادة في عملية الجريمة ونوعيتها

– زيادة التطرف بأشكال متعددة في المجتمع الأردني

– زيادة معاناة الأطفال

– الشعور بالوحدة لدى 36٪ ممن شملتهم الدراسة بسبب حضر التجول وإغلاق المساجد والكنائس.

– أثر الفيروس على كبار السن بشكل أسوأ،وتسبب بخوف كبير لدى الفئة العمرية 65 سنة أو أكبر وكانوا أيضا الأكثرخوفاً من التردد على الأماكن العامة،

– زيادة معدلات التدخين لدى 52٪ من الأردنيين بعد مرور تسعة أشهر على جائحة كورونا.

– القلق من فقدان العمل لدى 30٪ ممن شملتهم الدراسة

– عانى غالبية من شملتهم الدراسة من أعراض نفسية أثناء الحجر الصحي، مثل الشعور بالعصبية 68.3 ٪؛ سرعة نبضات القلب بنسبة 35.8٪ والتعرق (27.9 ٪) والصداع وآلام الرقبة والظهر (46.8 ٪).

– جعلت الجائحة 85٪ قلقون على مستقبلهم الوظيفي وكما أشار (79 ٪) من النساء إلى أن انتشار فيروس كورونا أثر على صحتهم النفسية، وأوضح ما نسبته (72.4 ٪) إنهم يعانون من أعراض القلق والتهيج والغضب، والحزن والاكتئاب (67.5 ٪)، والخوف (62.5 ٪).

– أشار 51٪ ممن شملتهم الدراسة على تأثر صحتهم بسبب كورونا. فقد شكى 60٪ غالبيتهم من الأعمار الشابة بشعورهم بسرعة دقات القلب كمؤشر على الاكتئاب ومظاهر القلق.

– زيادة العنوسة بنسبة 16٪ مقارنة مع الفترة السابقة لجائحة كورونا من العام الفائت

– جعلت جائحة كورونا 68٪ من الأردنيين أكثر عصبية.