الرئيسية / أخبار الكليّات / كليّة تكنولوجيا المعلومات / أزهار التوليب رومنسية وعباءة جمال دائمة – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

أزهار التوليب رومنسية وعباءة جمال دائمة – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

تحظى أزهار التوليب بهالة رومنسية شديدة وهي رمز للحب والأناقة والجمال ويوجد منها على الأقل 3000 نوع وبكل الألوان وتمتد حتى عمق التاريخ والعصور القديمة. وقد عرفت أزهار التوليب منذ مئات السنين وشاع صيتها والإهتمام بها بالدولة العثمانية ثم انتقلت منها لأروبا قبل أربعة قرون وأكثر من يهتم بها حتى حينه الهولنديون حيث يزرعون منها أكثر من بليوني بصلة. وعندما اضطرت ملكة هولندا لمغادرة بلادها قبل نهاية الحرب العالمية إلى كندا, منحها الكنديون قطعة من الأرض لتكون هولندية حتى تنجب عليها ولي العهد. وبعد أن تحررت هولندا وعادت الملكة لبلادها, ومن باب رد الجميل, أرسلت مئة ألف زهرة (بصلة التوليب) من أزهار التوليب لتزرع في كندا كعربون صداقة بين كندا وهولندا. وكما تنتشر أزهار التوليب بالوطن العربي لا سيما اقطار بلاد الشام وبلدان المغرب العربي ومصر. وتنتشر ببلاد الشام أنواع متعددة أشهرها التوليب الحلبي والجوري والتوليب اللبناني وتوليب زهرة الربيع بينما ينتشر التوليب الحرجي في بلدان المغرب العربي وتشتهر مصر بالتوليب متعدد الألوان.

اشتقت كلمة التوليب من الكلمة التركية “تولبند” وتعني “زهرة العمامة” لأن بتلاتها مرتبة بالعديد من الطبقات بينما تعني باللاتنية “التصريح بالحب”. ووتولع الفرس بها فهي “زهرة الحب” عندهم ونسجوا عنها أساطير الحب والرومانسية وألهمت شعرائهم واعتقدوا انها تنبت مكان سقوط كل شهيد ورسموها على عملتهم ا والتوليب عبارة عن أعشاب بصلية تنتمي لفصيلة النباتات الزنبقية وتعيش بالمناطق المعتدلة المائلة للبرودة وتعمر لعدة سنوات وتحمل أزهارها على سيقان ما بين 15-75 سم. تفتح أزهار التوليب بالربيع وتقطف أزهارها في الصباح وتتحمل البرد بالشتاء وتزرع بنهاية فصل الربيع وقبل أيام من بداية فصل الخريف. ويستخدم رحيق زهرة التوليب في علاج العديد من الأمراض لا سيما الأمراض الجلدية ويستثمرها العديد من دول العالم وبالأخص هولندا واليبان والصين وايران والمغرب وقاع غزة المحاصر.لقديمة وعلى البلاط والأقمشة وزخرفوا بها جدران المعابد والمساجد لاحقاً.

ورأى العثمانيون بالتوليب زهرة الزينة الأسطورية وانتشرت في معظم حدائق اسطنبول بالقرن السادس عشر ووضع السلاطين عماماتهم على شكل زهرة التوليب وأهدوها لزوارهم وضيوفهم ورمزت عندهم لالجنة على الأرض. وكما ظهر الهوس بالتوليب في أوروبا بالقرن السابع عشر حتى تم تداول حبوبها كعملة. واهتمت الكنيسة بالتوليب الأبيض كرمز للغفران والتسامح بينما رأى العامة بالتوليب الأرجواني رمزاً للملوك التوليب الوردي رمزاً للصداقة والتوليب الأصفر رمزاً للحب من طرف واحد.

ما أجمل الهروب من أرق العمل وقلق كورونا إلى الطبيعة بفراشاتها وطيورها وأزهارها وتبقى زهرة التوليب ملكة الأزهار. من منا لا يحب الزهور! ونصح أحد الحكماء قديماً فقال: إن كان معك قرشان, اشتر بواحد رغيفاً وبالآخر ورده. وأنهي بقول الشاعر:

يا زهرة التوليب يا وجه الهوى          وبريقه ونسيمه وشداه

ما إن أراك أحس قلبي خافقاً           وأقول بين جوانبي ….. الله