الرئيسية / صحافة / مقالات /  أبرز تداعيات التغير المناخي لعام 2021م والقادم أعظم – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

 أبرز تداعيات التغير المناخي لعام 2021م والقادم أعظم – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

أصبح التغير المناخي قضية حاسمة وجزء من حياتنا اليومية وضعنا أمام محطات حاسمة  بسبب تأثيراته واسعة النطاق هددت الأمن الغذائي والمائي والكائنات الحية الحيوانية والنباتية، وتسببت في فيضانات كارثية وحرائق وجفاف وتصحر. ويدرك علماء البيئة والمناخ صعوبة التكيف مع هذه التأثيرات وأنها ستكون أكثر صعوبة وذات كلفة عالية في المستقبل إذا لم يتم القيام بإتخاذ إجراءات جذرية الآن. وسأورد هنا أبرز تداعيات التغير المناخي لعام 2021م التي لا يمكن أن تخطئها عين بصيرة.

  • وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية يعتبر عام 2021م من أكثر الأعوم دفئاً على الإطلاق.
  • بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية لعام 2021م فوق متوسط الفترة ما بين عامي 1850-1900م بحوالي 1.09 درجة مئوية.
  • وصلت تراكيز غازات الاحتباس الحراري إلى مستويات قياسية حيث بلغ مستوى تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو 413.2 جزءا في المليون.
  • استمر احترار المحيطات إلى أعماق تصل إلى ألفي متر في عام 2021. وشهدت أغلب المحيطات موجات حارة بحرية قوية عام 2021م حيث أدى امتصاص المحيطات لحوالي 23% من الانبعاثات السنوية من ثاني أكسيد الكربون إلى زيادة حموضتها.
  • سجّل عام 2021م تسارع ذوبان الأنهار الجليدية في أميركا الشمالية بسبب الصيف الحار والجاف بشكل استثنائي في المنطقة، مما أدى إلى هطول أمطار لأول مرة في التاريخ الحديث فوق القمم الجليدية في غرينلاند.

وفي كل الحالات سيتعين على العديد من الأشخاص مغادرة منازلهم المشيدة في مناطق قريبة من السواحل، لكن العدد سيختلف اعتمادا على كيفية تصرفنا، من خلال تقليل الانبعاثات العالمية وتحسين الدفاعات ضد ارتفاع مستوى البحر

  • ارتفع مستوى سطح البحر عام 2021م بسبب الفقدان المتسارع للكتلة الجليدية، بوتيرة بلغت ضعف متوسط الارتفاع الذي كان عليه بين عامي 1993 و2002.
  • شهدت مناطق مختلفة من العالم خلال أشهر صيف 2021م موجات حر استثنائية، حطمت العديد منها أرقاما قياسية في الحرارة تفوق 4 درجات مئوية. إذ وصلت درجة الحرارة في مقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية لأول مرة إلى 49.6 درجة مئوية في يونيو/حزيران
  • سجلت منطقة البحر الأبيض المتوسط في آب 2021م حرارة شديدة بلغت 48.8 درجة مئوية في جزيرة صقلية الإيطالية و50.3 درجة مئوية في مدينة القير بتونس الشقيق.
  • رافقت موجات الحر لعام 2021 العديد من الحرائق الكبرى في كاليفورنيا والجزائر وجنوب تركيا واليونان بشكل خاص، أدت إلى القضاء على مئات آلاف الهكتارات من الغابات.
  • شهدت مناطق عديدة فيضانات غير مسبوقة خلال عام 2021م حيث هطلت الأمطار بغزارة غير
  • بالتزامن مع ذلك، ساد الجفاف الشديد الكثير من المناطق شبه الاستوائية في أميركا الجنوبية للعام الثاني على التوالي خلال 2021م، وكان معدل هطول الأمطار أقل بكثير من المتوسط في معظم هذه المناطق، مما نتج عنه خسائر زراعية كبيرة وانخفاض مستويات الأنهار.
  • تدهورت النظم البيئية بمعدل غير مسبوق، ومن المتوقع أن يتسارع هذا التدهور في السنوات

والعقود القادمة، مما يحد من قدرة البيئة على دعم رفاهية الإنسان ويضعف من مرونتها للتكيف مع التغيرات المناخية.

  • ارتفع بعام 2021م مستوى سطح البحار والمحيطات بسبب ذوبان الأنهار الجليدية الجبلية والصفائح الجليدية القطبية بفعل الاحترار العالمي التي دفع بكميات هائلة من المياه إلى المحيطات.
  • تم خلال عامنا المتأزم تسجيل انقراض أعداد من الكائنات الحية وانضمام أكثر منها لقائمة الكائنات المعرضة للإنقراض في المستقبل.
  • أزدياد في عدد حالات لدغ العقارب والثعابين وزيادة في عدد حالات الوفيات الناجمة عنها. وكان ذلك واضحاً في كل من الأردن والجزائر ومصر وايران وباكستان.
  • تدهور الأمن الغذائي بسبب عدم انتاج ما يكفي من الغذاء في بعض المناطق. وشهد عام 2021م انخفاض في انتاج العسل في العديد من أقطار العالم وفقد النحالون في الأردن على سبيل المثال لا الحصر أكثر من ثلثي انتاجهم من العسل بسبب الجفاف ونقص الأمطار.
  • غياب الإستقرار الإجتماعي خاصة في البلدان الأكثر حرارة بسبب الهجرة البيئية.
  • قدرت منظمة الصحة العالمية زيادة في عدد الوفيات خلال عام 2021م بسبب التغيرات المناخية بحوالي نصف مليون. وسيكون ملياران من البشر عرضة لأمراض متعلقة بهذه التغيرات، كما سيعاني 600 مليون آخرون من سوء التغذية في العقود القادمة.
  • شهدت المنطقة العربية في عام 2021م العديد م تدعيات التغير المناخي البارزة وسجل العراق الدولة العاشرة بالعالم الأشد تأثراً بالتغير المناخي وتحول 160 كيلومتر مربع من أراضي الأهوار الزراعية الخصبة ومهد أول حضارة إنسانية علىى الأرض إلى مساحات جرداء مهجورة. وقد أدى ذلك إلى صعود المد الملحي من مياه الخليج جنوبي العراق باتجاه شط العرب، وصولا إلى نهري دجلة والفرات وبمسافة تقدر بحوالي 100حوالي كيلومتر في عمق مدينة البصرة. وفي الإجمال، تضرر سبعة ملايين عراقي من أصل 40 مليونا، من الجفاف والنزوح الاضطراري الناجم عن التغير المناخي.
  • إزدادت خطورة التغير المناخي على الأردن مع تدني مستوى الأمطاروهو ثاني أفقر دولة على مستوى العالم بالمياه. وقد شهد الأردن عام 2021م حالة جفاف وتدن كبير لمنسوب السدود وانخفاض مخزنها بنسبة 20%.

حمانا الله وإياكم من تداعيات التغير المناخي الذي يزداد شراسة كل سنة عن سابقتها.