الرئيسية / صحافة / مقالات / ألأمن الغذائي هاجس 2023م حسب المؤتمر الإقتصادي الدولي الثامن للجمعية الأردنية

ألأمن الغذائي هاجس 2023م حسب المؤتمر الإقتصادي الدولي الثامن للجمعية الأردنية

 للبحث العلمي والريادة والإبداع

    عقد السبت الفائت الموافق 24 من أيلول لعام 2023م المؤتمر الإقتصادي الدولي الثامن للجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع في رحاب جامعة البترا تحت عنوان “إقتصاديات الطاقة والمياه والأمن الغذائي والموارد الطبيعية“. ويأتي هذا المؤتمر ضمن نشاطات الجمعية المتعددة والمتضمنة عقد مؤتمرين سنويا، أحدهما اقتصادي وآخر علمي.

 ناقشت فعاليات المؤتمر ثلاث محاور رئيسية هي الامن الغذائي والمياه والطاقة. وقد عقد المؤتمر بدعم من العديد من المؤسسات الأردنية لا سيما شركة البوتاس العربية والجامعة الأمريكية في مادبا وشركة فابكو (VAPCO). وحضر المؤتمر نخبة من العلماء والباحثين والأكاديميين من الجامعات الأردنية ومتخصصين في البحث العلمي من مؤسسات القطاعين العام والخاص.

     شملت افتتاحية المؤتمر كلمة كل من الأستاذ الدكتور سامر الرجوب رئيس اللحنة التحضيرية للمؤتمر فكلمة رئيس الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع معالي الأستاذ الدكتور رضا الخوالده ثم كلمة رئيس جامعة البتراء الأستاذ الدكتور رامي عبد الرحيم, فكلمة راعي المؤتمر دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدران وأخيراً محاضرة للمهندس قصي قطيشات. وكما حاضر في الجلسة الأولى محور الأمن الغذائي معالي الأستاذ الدكتور محمود الدويري حول أزمة الغذاء في الوطن العربي تلاه محاضرة لعطوفة الدكتور فاضل الزعبي خبير الأمن الغذائي والمستشار الإستراتيجي  في المكتب الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا. وقد اتفق المحاضرون بتحديد مفهوم للأمن الغذائي بأنه توفير الغذاء المناسب من حيث الكمية والنوعية لجميع أفراد المجتمع والمقدور على دفع ثمنه وبما يوفر 2700 كالوري يومياً للفرد الواحد.

     وقد حدد المحاضرون في كلماتهم ركائز النهوض في الأمن الغذائي في الأردن والمنطقة العربية على النحو التالي:

● حسب الدكتور الدويري فإن مشكلة الأمن الغذائي هو هاجس الإنسان على مر العصور وذكر بالآية الكريمة

 ” لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ” والحال بفترة الخمسينات من القرن الماضي كيف كان ينتظر سكان الأردن معونة العراق من “العجوة” لسد رمقهم. وأشار إلى أن جائحة كورونا والحرب الروسية الأكرانية أدتا إلى إمتداد وتفاقم أزمة الأمن الغذائي.

● يعاني أكثر من 800 مليون من الجوع على مستوى العالم ولا يحصل ملياري شخص على الغذاء الكافي.

● يموت يومياً أكثر من 20 ألف شخص يومياً بسبب الجوع وبمعد شخص كل 4 ثواني.

● يوجد على مستوى العالم 19 بؤرة عالمية مهددة بالمجاعة منها أربع في الوطن العربي (الصومال، السودان، اليمن، لبنان). وهنالك دول عربية وضعها حرج للغاية بما يخص الأمن الغذائي لا سيما العراق وسوريا وليبيا وموريتانيا.

● بحلول عام 2050م، سيزداد عدد سكان العالم بحوالي 1.8 مليار شخص وسيزداد معها الطلب على الغذاء بنسبة 50-60%  وسنحتاج لكوكب آخر لإنتاج غذاء يكفي البشر آنذاك.

● انعدام الإستقرار السياسي من أهم العومل الكارثية على الأمن الغذائي ولبنان الشقيق مثال على ذلك.

● عام 2023م سيكون عام الجوع بإمتياز وما نستهلكه الآن هو من المخزون السابق للحرب الروسية الأكرانية. وزاد خبير الأمن الغذائي الدتور فاضل الزعبي أن 2023م عام للركود الإقتصادي وديمومة التغير المناخي.

 ● يرتبط الأمن الغذائي بشكل وثيق مع الوضع المائي وسيشهد العالم حتى 2040م تراجعاً على مستوى المياه السطحية والجوفية وتساقط الأمطار في ظل التغير المناخي.

● لم يعد التغير المناخي ضرب من الخيال العلمي بل حقيقة يجب التعامل معها في جميع مفاصل الحياة لا سيما تأثيره على الأمن الغذائي وأن تأثيره سيزداد على المدى البعيد.

● يهدر الفرد في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما معدله250 كغم من الغذاء سنوياً بينما تستورد هذه الدول سنوياً 36 مليون طن من القمح وتخسر بذات الوقت كهادر 6,6 مليون طن من الحبوب.

● يزيد الفاقد من الحصاد بالوطن العربي عن 30% ومثال ذلك الفاقد من محصول البندورة في الأردن.

● ينتج الوطن العربي حوالي 14 ألف تريليون من مياه الصرف الصحي غير مستثمرة وستحدث ثورة في تقليل أزمة الأمن الغذائي لو أحسن إستثمارها.

  وفيما يخص واقع الأمن الغذائي في الأردن فقد أبرز المحاضرون الأمور التالية:

□ الوضع العام بما يخص الطاقة والمياه والأمن الغذائي حرج  ويتفاقم بسبب أن المنطقة العربية قاطبة محط صراع بين الدول الصناعية الباحثة عن الوصول إلى الموارد الطبيعية والشمس الساطعة التي تنعم بها منطقتنا العربية. وكما أدى ضعف سلاسل التجارة العالمية خاصة ما يخص تكلفة النقل بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأكرانية إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي بكافة الدول العربية لا سيما ارتفاع الأسعار، فقد تضاعفت أسعار الأسمدة على سبيل المثال ثلاثة أضعاف.

□ هنالك سوء تعامل مع الغذاء لا سيما المفقود من المحصول والمهدور من طعام المائدة.

□ تصل كلفة ما تنفقه الأسرة الأردنية إلى 40-50% من ميزانيتها بينما تتراوح عالمياً ما بين 12-15%.

□ نسبة إنعدام الأمن الغذائي على مستوى الفرد 9% مما يعني أن 900 ألف شخص من سكان الأردن يحتاجون لمساعدة غذائية.

□ يسجل بالأردن سنوياً ما معدله 13 ألف حالة تسمم بسبب سوء التعامل مع الغذاء.

□ البحر الميت بحيرة كيميائية غير مستثمرة بينما تستثمر دولة الكيان الصهيوني على الشاطيء الفلسطيني المحتل ثماني مشاريع عملاقة تعود عليها بمليارات الدولارات.

        وقد قدم دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدران عشر وصايا تضع الأردن بين الأقوياء بالعالم ضمن خطة وطنية عابرة للحكومات بما يخص المياه والطاقة والأمن الغذائي ومن خلال الإعتماد على الذات والتصدير وعلى قاعدة لا أمن غذائي بدون مياه. وفيما يلي أبرز ما ورد بهذه الوصايا:

○ الإهتمام بالبحث العلمي التطبيقي القابل للإستثمار في مجالات المياه والطاقة والغذاء وارتباط كل ذلك مع التغير المناخي.

○ التعليم المستمر لكافة أطياف المجتمع لتعزيز الطاقة البشرية من خلال التعليم المدمج. ويندرج ضمن ذلك تحديث مناهج الدراسة وتدريب المعلمين بإستمرار وأن تقوم المناهج على التحليل والإستنتاج وإكتساب مهارات الإبداع والإبتكار.

 ○ استثمار موقع الأردن في الحزام الشمسي والتنقيب عن الغاز والنفط والزيت الصخري وتحديث شبكات الكهرباء ليصبح الأردن مصدراً للكهرباء لدول الجوار على الأقل.

○ إقامة محطات تحلية على الشواطيء الأردنية وايصالها مع محطات حوض الديسي من خلال ناقل وطني.

○ إنجاز مشروع قناة البحرين ما بين خليج العقبة والبحر الميت وعلى الأرض الأردنية تحديداً.

○ استثمار مخزون البحر الميت من الأملاح والمواد الكيميائية لا سيما إنتاج اليوريا والأسمدة.

○ مضاعفة شواطيء الأردن وإقامة البحيرات السياحية.

○ استثمار المياه المتساقطة على الأردن والبالغة ثماني مليارات متر مكعب لتغذية المياه الجوفية.

○ إقامة سدود ترابية في البادية الأردنية لشحن المياه الجوفية.

○ إستثمار الثروات المعدنية من النحاس والذهب والسيلكا وغيرها.

○ الإهتمام بالثروة الحيوانية وإعطاء انتباه خاص لقطاع الإبل حيث يصل عددها بالأردن إلى أكثر من 14 رأس تعيل آلاف الأردنيين.

○ استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة بالزراعة زيادة الإنتاج.

○ الإهتمام بتقنيات النباتات المقاومة للجفاف.

○ التوجه للتقنيات التي تمكن من الحصول على المياه  من الهواء والندى وهنالك تجارب عالمية ناجحة بهذا السياق.

○ تحديث الزراعة في الأغوار، سلة الغذاء في الأردن، من حيث استثمار تقنيات الزراعة الذكية والإهتمام بالسلة الغذائية في شمال الأردن من خلال اشتمار مجدي للسدود بها.

○ الإهتمام بالمرتفعات الجبلية في الأردن والتي تتغذى على البخار القادم من البحر الأبيض المتوسط لإنتاج اللوزيات والتفاحيات وغيرها.

 نسأل الله الأمن والأمان في غذائنا ومياهنا وأن يبارك لنا بحزامنا الشمسي ومواردنا الطبيعية.