الرئيسية / أخبار الكليّات / كليّة تكنولوجيا المعلومات / قراءة في كتاب: “كيف تحافظ على صحة دماغك” – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

قراءة في كتاب: “كيف تحافظ على صحة دماغك” – بقلم الأستاذ الدكتور بشير جرار

اعتدت في أسفاري الطويلة لا سيما التي تشمل فترات ترانزيت بالذهاب والإياب أن أصطحب معي كتاب أطالعه بهدوء ودقة وتروي. وهذه المرة كنت محظوظاً من توفر وقت كاف لمطالعة كتاب “حافظ على صحة دماغك من الخرف” لمؤلفه الأستاذ الدكتور عاصم الشهابي استاذ الميكروبات الطبية المتقاعد بالجامعة الأردنية وإبن القدس البار والوفي والذي تتلمذ على علمه مئات العاملين في المجالات الطبية داخل الأردن وخارجها. وقد زاد من متعة مطالعة هذا الكتاب لدي أنني درست وعلى مدار عامين مقرر “تشريح الجهاز العصبي” بقسم العلاج الطبيعي بجامعة جرش إضافة أنني أصبحت عضواً في نادي الشيخوخة التي علينا أن نحسب حسابها.
يقدم هذا الكتاب معلومات وإرشادات حول الوسائل المتاحة للوقاية من تأثير الشيخوخة والتخفيف من حدتها على الذاكرة لا سيما الإصابة بالخرف والزهايمر وغيرها. وكما يقدم ارشادات حول العناية بالغذاء الصحي والنشاط البدني والعقلي والإجتماعي. ويشير هذا الكتاب إلى منشورات منظمة الصحة العالمية التي تؤكد إصابة ما يزيد عن 55 مليون شخص فوق سن ال 65 عاماً حول العالم بالخرف ويتوقع أن يصل العدد إلى139 مليون مع حلول 2050م مع ملاحظة أن نسبة الإصابة بين الجنسين هي (3 إناث:2 ذكور). وفيما يلي أبرز النقاط التي يطرحها هذا الكتاب:
□ الشيخوخة هي العامل الأخطر على الدماغ حيث تمس بنيته ووظائفه حيث تصبح بعض الوظائف المعرفية أضعف مع تقدم العمر وتبدأ أنسجة الدماغ بالضمور لا سيما قرن آمون (الحصين Hippocampus ).
□ تتسب الشيخوخة بترسب بروتين الأميلويد المسبب للزهايمر في أنسجة الدماغ وتحلل الخلايا النجمية للجهاز العصبي.
□ تؤثر وبشكل مباشر الأمراض المزمنة لا سيما مرض السكري وضغط الدم والسمنة واعتلال عضلة القلب والأوعية الدموية على الوظائف الإدراكية للدماغ. وتجدر الإشارة إلى أن مرض السكري يزيد من مخاطر فقدان الذاكرة التدريجي وصولاً إلى الخرف وكما تعمل السمنة على خفض الإدراك.
□ يؤدي عدم استخدام الدماغ بشكل مستدام إلى تلبده وفقدان جزء من وظائفه.
□ تشكل بعض العوامل والظروف البيئية خطراً على عمل الدماغ وتسرع من الإصابة بالخرف. وربما كان أبرز هذه العوامل غياب التواصل الإجتماعي والتلوث البيئي والقلق المستمر والإفراط في تناول الكحول والسمنة وإصابات الدماغ. وكما يؤدي التوتر المستمر إلى إضعاف أداء الدماغ ويفاقم المشكلات الإرادية.
□ لا يوجد غذاء يحمي الدماغ بمفرده بالكامل وللحصول على أفضل النتائج لا بد من تناول غذاء شامل متكامل متنوع العناصر بشكل يومي مستدام.
□ للنشاط البدني آثار مهمة على صحة الجسم لا سيما إنشاء خلايا عصبية مساندة ورفع مستويات الإندورفين وهرمون السعادة (السرتونن). وكما تساعد التمارين الرياضية على إبطاء الشيخوخة البيولوجية وتحسين الذاكرة.
□ تحسن الأطعمة النباتية الكاملة لا سيما البقوليات والثوم والفطر والتوت والكركم واللبن الزبادي والفيتامينات من الوظائف الإدراكية للدماغ بينما تشكل الدهون المشبعة خطراً حقيقياً على صحة الدماغ. وتعمل الخضروات والفواكه الملونة على تحسين الذاكرة وتدعم صحة الجهاز العصبي وتبطيء الشيخوخة.
□ يؤدي حصول الجسم على ما يحتاجه من الفيتامينات لا سيما فيتامين (دال) وفيتامين (ب12) إلى تحسين الذاكرة والإدراك العام والإنتباه. وكما تعمل الشوكلاته الداكنه على تحسين الوظائف الإدراكية والذاكرة اللفظية والحالة المزاجية.
□ يعزز حصول الجسم على حاجته من اليود والخارصين والحديد الذاكرة والوظائف الإدراكية وسلامة الأعصاب لا سيما عند كبار السن. وكما تحسن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم الوظائف الإدراكية وتحافظ على صحة الدماغ. كذلك تعمل الأغذية الغنية بأوميغا 3 لا سيما المكسرات في تعزيز الأداء المعرفي وتمنع فقدان الذاكرة والإصابة بالخرف.
□ يعمل تعرض الجسم لأشعة الشمس بشكل غير منظم على ضبط انتاج هرمون السعادة (السيرتونن) والميلاتونن ومكافحة الإكتئاب وتأجيل الإصابة بالخرف عند كبار السن.
□ يسهل النوم الكافي الاحتفاظ بالذاكرة بينما يعجل الحرمان من النوم من الإصابة بالزهايمر وتحسن القيلولة من الإدراك المعرفي وتقلل من احتمالية فقدان الذاكرة والإصابة بالخرف.
□ تتسبب مشاهدة التلفاز لفترات طويلة بضمور للدماغ والتدهور المعرفي وتطور مرض الخرف عند كبار السن.
□ تعمل ملوثات البيئة على تسريع شيخوخة الدماغ والإصابة بالخرف وإرباك الوظائف الإدراكية وتفاقم الإكتئاب والفصام وحتى الإصابة بالسكتة الدماغية.
وبالمقابل يحفز استخدام الإنترنت والمطالعة المستمرة والأنشطة الإجتماعية واستخدام التقنيات الحديثة آداء الدماغ ويزيد من الإحتياط المعرفي ويبطيء الشيخوخة ويحافظ على القوة الإدراكية والذاكرة لفترات طويلة.
وآخر دعوانا أن يطيل الله بعمر مؤلف كتابنا الأستاذ الدكتور عاصم الشهابي بالصحة والعافية.