الرئيسية / أخبار الكليّات / كليّة تكنولوجيا المعلومات / يوم الأوزون العالمي نجاح قلق على ثقب الأوزون وفشل أمام التغير المناخي

يوم الأوزون العالمي نجاح قلق على ثقب الأوزون وفشل أمام التغير المناخي

صادف الخميس الفائت الموافق السادس عشر من أيلول احتفال العالم بيوم الأوزون العالمي والذي يتم إحيائه سنوياً منذ عام 1987م بعيد توقيع 190 دولة من بينها الأردن على بروتوكول مونتريال لغرض وضع حد لإستنزاف طبقة الأزون.

تشكل طبقة الأوزون وهي إحدى طبقات الغلاف الجوي درعاً واقياً لكافة الكائنات على الأرض من تسرب ووصول الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تطلقها أشعة الشمس والتي لو وصلت الأرض لتسببت بالعديد من  الأمراض للبشر ولا يسلم  من شرها كافة الكائنات البرية والبحرية على اخيلاف أنواعها.

تم أول رصد للتغير بطبقة الأوزون بواسطة الأقمار الصناعية عام 1971م وكان الأوضح ما شوهد فوق منطقة القطب الجنوبي. ومن ثم بدءت كمية غاز الأوزون المكون لطبقة الأوزون بالإنخفاض تدريجيا حتى وصلت نسبة المفقود منه 5٪ في خريف عام 1985م. وبذات الوقت لاحظ علماء الطوبوغرفيا انخفاض كتلة الأوزون فوق القطب الشمالي لتصل نسبة الفاقد حتى 15٪ عام 1992م. وقد استنتج علماء البيئة آنذاك أن مرد تلف طبقة الأوزون يعود للاستخدام البشري لمركبات الكلوروفلوروكربون المعروفة بالفريون والمستخدمة على نطاق واسع في أجهزة التبريد ومستحضرات التجميل ومبيدات الحشرات. وقد وصل انتاج العالم من هذه المواد حتى 1400 مليون طن عام 1970م. وكما تتآكل طبقة الأوزون بسبب انبعاثات التلوث البيئي لا سيما أكاسيد النيتروجين وملايين الأطنان من كبريتيد الهيدروجين وكلوريد الهيدروجين التي تنبعث سنوياً من الانفجارات البركانية والنشاطالإشعاعي.

نجاح العالم النسبي من خلال تطبيق وتنفيذ بروتوكول مونتريال لا بد وأن يترتب عليه العديد من النتائج الإيجابية على صحة الإنسان والنظم البيئية. وقد يكون الأثر الأوضح الحد من حالات السرطان لا سيما سرطان الجلد أحد تداعيات ثقب الآوزون. وكذلك الحد من حالات الحاق الضرر بالعين والإبصار لا سيما إعتام عدسة العين وخفض اضطرابات نقص المناعة لدى من يعيشون في المناطق ذات النشاط العالي للأشعة فوق البنفسجية بسبب ثقب الأوزون. وكما سيكون لتطبيق بروتوكول مونتريال مردود ايجابي على المحاصيل الزراعية حيث تتسبب الأشعة فوق البنفسجية في قتل البكتيريا المثبتة للنيتروجين والمقيمة على جذور بعض النباتات كنبات الأرز مثلاً, وكذلك من خلال إحداث طفرات جينية بالمادة الوراثية لبعض النباتات. ويأمل أن يعمل هذا النجاح النسبي على ايقاف تداعيات ثقب الأوزون على الحياة البرية والفطرية والبحريه لا سيما تهديد  العوالق المائية والأسماك والبرمائيات وابيضاض الشعب المرجانية.

تمكن العالم حتى الآن بالتخلص من 2.5 مليون طن من المواد المستنزفة للأوزون وبقي منها أقل من مليون طن لا بد من التخلص منها خلال السنوات القادمة تبعاً لبروتوكول مونتريال. وقد تخلص الأردن كأحد الدول الموقعة على البروتوكول من 2000 طن من هذه المواد تحت اشراف وزارة البيئة الأردنية ومؤسسة المواصفات والمقاييس واستجابت 80 منشأة صناعية وتجارية أردنية للتدابير.

ساد احتفال العالم بيوم الأوزون العالمي لهذا العام جو من التفاؤل مقابل الفشل الذريع لاتفاقيات المناخ المتعلقة بالتغير المناخي التي أفشلتها السياسة العالمية الخبيثة. نتمنى أن يحرز العالم المزيد من النجاحات في خفض التداعيات المترتبة على ثقب الأوزون ونسأل الله  السلامة لنا معشر البشر وكل الكائنات  من هول بطش التغير المناخي.